جاريد كوشنر في مذكراته: كلما بحثت في التاريخ أكثر كلما آمنت بشرعية مطالب المغرب حول الصحراء
قال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مذكراته المطروحة مؤخرا تحت عنوان "Breaking History" بشأن قضية الصحراء المغربية، أنه كلما بحث في التاريخ أكثر، كلما آمن أن للمغرب مطالب مشروعة في هذه القضية، في إشارة إلى مطالب المغرب بأحقيته في السيادة على المنطقة الصحراوية.
وجاء هذا الكلام من كوشنر خلال حديثه عن زيارته الأولى إلى المغرب للقاء الملك محمد السادس في سنة 2019، في الفصل 31 الحامل لعنوان "Unexpected visit"، قبل أن يسترسل في ذكر أهمية انتماء الصحراء إلى المغرب من المنظور الأمني، خاصة أن هذا -حسب تعبيره- يخدم المصالح الأمريكية من الناحية الأمنية.
وقال كوشنر في هذا الفصل، إن العديد من المناطق في إفريقيا التي لا تسيطر عليها الدول بشكل كاف من الناحية الأمنية، بسبب الفشل أو الفساد، تحولت إلى مرتع للجماعات المسلحة، كداعش والشباب وبوكو حرام، وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية آخر شيء كان يُمكن أن تسمح به هو أن تصبح "الصحراء الغربية" ملاذا للفوضى ولاشتعال العنف.
وأضاف كوشنر في هذا السياق، أن المغرب، على عكس معظم جيرانه، يمتلك حكومة مستقرة واقتصاد سليم، ولدية علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن "وجود المغرب في الصحراء الغربية من شأنه أن يمنع المنطقة من أن تصبح فراغاً يترك مجالاً للإرهاب وعدم الاستقرار."
لكن كوشنر يقول إنه عندما سأل خبراء الإدارة الأمريكية عن سبب عدم اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء، أعطوه إسما واحد، هو السيناتور جيم إنهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة القوية بمجلس الشيوخ، الذي يعارض السيادة المغربية على الصحراء، وهو شخص -حسب كوشنر- يترأس لجنة تسير ميزانية البانتاغون البالغة 700 مليار دولار، مما يمنح جيم إنهوف "سلطة هائلة على السياسة الخارجية الأمريكية."
وقال كوشنر إن إنهوف كان يسافر مرارا إلى الصحراء (يقصد مخيمات تندوف) لمدة 20 عاما "وأصبح راعيا قويا لجهود جبهة البوليساريو من أجل الاستقلال،" قبل أن يضيف بأن لديه احترام كبير لهذا السيناتور وبالتالي قرر التواصل معه بعد عودته من زيارة المغرب للحديث معه حول قضية الصحراء.
وعرّج كوشنر في هذا الفصل للحديث عن أسباب عدم قيام الملك محمد السادس بزيارة إلى واشنطن في سنة 2018، حيث قال بأن وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة أوضح له أن سبب عدم قيام الملك بزيارة إلى البيت الأبيض وفق ما كان مخططا لها، يرجع إلى كون أن جون بولتون (ديبلوماسي ومستشار للأمن القومي الأمريكي، ومعروف بمعارضته للمطالب المغربية حول الصحراء) ما كان سيوافق على إدراج عبارة تقول بأن "الولايات المتحدة ستعمل مع المغرب لإيجاد حل سلمي بشأن الصحراء الغربية."
وختم كوشنر، بأن الرئيس الأمريكي أنذاك، دونالد ترامب، "كان يتطلع إلى الزيارة، وعلى حد علمي، لم يخبره بولتون أبدًا عن سبب الإلغاء"، قبل أن يضيف، بأن بولتون له تاريخ طويل في معارضة المغرب، خاصة في فترة التسعينات عندما كان بولتون هو مفاوض وزير الخارجية الأمريكي جيم بيكر الذي تسبب في أزمة مع المغرب بسبب ما يُعرف بـ"خطة بيكر" المتعلقة بمنح "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي".